فكرة ذكية عالجت الأب المشغول
بقلم/ أ.جاسم
محمد المطوع
اجتمع الأبناء مع أمهم وتحدثوا معها عن سبب كثرة غياب أبيهم عن البيت،
وفي كل
مرة تدافع الأم عن أبيهم وتخبرهم بأنه
مشغول في كسب الرزق، وأنه يؤمّن مستقبلهم
وحياتهم، فاعترض الأبناء عليها وعلى ما
تذكره من تبريرات دائمة لحماية أبيهم منذ
أكثر من خمس عشرة سنة، واستأذن أكبرهم
والدته بأن تترك الموضوع للأبناء كي
يعالجوا هذه المشكلة خصوصاً وأن الإجازة الصيفية
قادمة ويرغبون في مشاركة والدهم
معهم في الإجازة
.
وبدأ الأبناء يفكرون في الحلول، وكيف يقنعون والدهم بأن يخصص
جزءاً من وقته لقضائه
معهم لأنهم مشتاقون إليه، فقال أولهم نحاوره، وقال الثاني
نشتري له هدية ومعها
رسالة عتاب، وقال الثالث وهو عنيف كعادته نهدده إذا لم يخصص
جزءاً من وقته
بمقاطعته كما يقاطعنا، وبدأت الأفكار تقذف من كل مكان، فأسرعت
البنت الوسطى قائلة
وجدتها، إنها فكرة ذكية، فاجتمع الأبناء حولها وأمهم تراقبهم
وقالوا لها: ما هي؟
قالت: نحضر كاميرا فيديو ونصور أنفسنا ونحن نلعب وندرس
ونأكل.. وغيرها من المواقف
المختلفة، ثم نعرض الفيلم على الوالد ونقول له: في
الفيلم مشكلة حاول أن تكتشفها،
ويظل في المشاهدة حتى يكتشف أن المشكلة هي عدم
وجوده معهم، في أنشطة اليوم
وبرامجه.. ما رأيكم؟
فقالوا بصوت واحد: إنها فكرة
رائعة ربما يتأثر بها
.
وبدؤوا بتنفيذ
الخطة، وبدؤوا التصوير في لقطات مختلفة
ومتنوعة ( لعب ودراسة وطعام ونوم
..
وغيرها)، ثم اجتمعوا ليلة الجمعة مع أبيهم
وقالوا له: إن الفيلم الذي سنعرضه عليك
فيه مشكلة ونقص، حاول أن تكتشفه، وعُرض
الفيلم عليه وكل الأبناء حاضرون مع أمهم
وهي تراقب من بعد، وهم يرددون عليه
السؤال، ماذا تلاحظ؟ ما هو النقص؟ ولكن الأب لم
يستطع اكتشاف النقص لأن التصوير
جميل واللقطات جميلة وكل شيء على ما يرام، فقال لا
شيء في الفيلم، فنطق أصغرهم
قائلاً: ولكن النقص في هذا الفيلم وهو عدم وجودك معنا في
كل هذه اللقطات
.
سكت
الأب برهة ثم أطرق رأسه ودمعت عيناه وخيم على جو الجلسة هدوء تام وصمت دائم،
ثم
نطق الأب قائلاً: سأكون معكم في هذه الإجازة الصيفية إن شاء الله
.
فصرخ
الجميع
وقفزوا يقبل بعضهم بعضاً وكأن انتصاراً كبيراً قد حصل، فقد نجحت الخطة
وتحقق
المراد