مؤتمر إستانبول
تطورت الأحداث بسرعه فى صيف عام 1882 و مع ظهور الأسطول البريطانى الفرنسى المشترك فى مياه الأسكندرية إزدادت سخونة الأحداث . وجدت إنجلترا و فرنسا فى أحداث الأسكندرية فرصة سانحه للتدخل و إتهمتا "عرابى" فى التسبب فى حدوث هذه الأحداث حيث أعتبرتاه المسئول عن تحريض المصريين ضد الأجانب .
بلغ الصلف الإنجليزى مداه حين قررت الحكومة البريطانية دعوة القوى الكبرى (التعبير الشائع الذى كان يطلق على بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، روسيا، النمسا) لمؤتمر لبحث المسالة المصريه. عقد المؤتمر فى إستانبول بتركيا فى 23 يونيو 1882 و لم يسمح لتركيا بالمشاركة فيه.
إفتتح المؤتمر اللورد "دوفيرين" السفير البريطانى لدى الباب العالى قائلا: " ليس من قبيل المبالغه القول أنه خلال الأشهر القليله الماضيه سقطت مصر فى بحر من الفوضى الشامله". الواقع أن هذه العبارة كانت تحمل الكثير من المبالغه حيث أنه لم يكن فى مصر أى نوع من الفوضى بعد أن وضعت الحكومه الجديده التى تشكلت عقب أحداث العنف حدا لأعمال العنف بالأسكندرية. ترأس الوزارة الجديدة "إسماعيل راغب"، وشغل "عرابي" فيها نظارة الجهادية، وقامت الوزارة بتهدئة النفوس، وعملت على استتباب الأمن في الإسكندرية، وتشكيل لجنة للبحث في أسباب المذبحة، ومعاقبة المسئولين عنها. أظهر السلطان عبد الحميد الثاني تحديه للمؤتمرين فى عاصمته بأن أنعم على "عرابى" برتبة الباشوية.
بعد أن أنفض المؤتمر قادت بريطانيا حملة شرسه من الدعايه ضد "أحمد عرابى" تم من خلالها تصويره على أنه أكبر خطر يتهدد الحضاره و الأمن فى العالم. حققت حملة الدعايه ضد عرابى أهدافها وأتفقت القوى الكبرى على أنه يجب القضاء على عرابى. طلبت القوى الكبرى من تركيا التدخل فى مصر و لفتره محدوده "لإعادة الأمن". تقرر أن تدفع الحكومه المصريه تكاليف حملة الهجوم عليها!